شهد قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير الموسومة “الأمن الفكري للشباب في محاربة التطرف – دراسة ميدانية في جامعة بغداد” للباحث عمر عامر جواد، وذلك على قاعة صالح العابد يوم الخميس الموافق 21 آب 2025.
جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على موضوع يعد من أكثر القضايا إلحاحًا في واقعنا المعاصر، وهو الأمن الفكري ودوره في حماية فئة الشباب من الانجراف وراء الفكر المتطرف. فقد انطلقت المقدمة من الإشارة إلى التغيرات المتسارعة التي تشهدها المجتمعات الحديثة، لا سيما مع الانتشار الواسع للوسائط الرقمية، التي أصبحت مصدرًا رئيسًا للتأثير وتشكيل الوعي الجمعي.
الأهداف:
سعت الرسالة إلى توضيح مفهوم الأمن الفكري باعتباره أداة أساسية في الحد من نزعات التطرف، مع التركيز على شريحة الشباب التي تُعد الأكثر عرضة للاستقطاب من قبل الجهات التي تروّج للأفكار المتطرفة. كما تناولت الدراسة الدور التربوي والاجتماعي للمؤسسات التعليمية في تعزيز الحصانة الفكرية لدى الطلبة، من خلال المناهج الدراسية والأنشطة الجامعية والبرامج التوعوية التي تشرف عليها إدارة الجامعة، بما يسهم في صيانة عقولهم وتحصينهم من الانحراف الفكري.
النتائج:
كشفت النتائج عن جملة من المؤشرات المهمة، إذ تبيّن أن نسبة كبيرة من المبحوثين ترى في الإعلام الهادف والموجّه الوسيلة الأكثر تأثيرًا في مواجهة الفكر المتطرف. كما أظهرت النتائج أن غالبية الطلبة يربطون مفهوم الأمن الفكري بمنع انتشار الأفكار الضارة والمتطرفة، ويرون أن البيئة الاجتماعية تشكل العامل الأبرز في الدفع نحو الانحراف الفكري، فيما برز غياب العدالة الاجتماعية والفقر كأهم التحديات التي تواجه الشباب. وأكدت النتائج كذلك أن المناهج الدراسية تحتل موقع الصدارة بين الأدوات القادرة على تعزيز الحصانة الفكرية لديهم.
التوصيات:
ضرورة تفعيل الإعلام الهادف، وتطوير المناهج التعليمية بما ينسجم مع متطلبات الأمن الفكري، فضلًا عن تعزيز دور الجامعة في تنظيم الأنشطة الفكرية والثقافية التي تفتح أمام الشباب آفاقًا أوسع للتفكير النقدي. كما شددت على أهمية التعاون بين المؤسسات التربوية والاجتماعية لتوفير بيئة فكرية صحية تحمي الطلبة من الانجراف نحو مسارات التطرف.