ناقشت كلية الآداب- جامعة بغداد- في قسم الفلسفة رسالة الماجستير الموسومة”
ديستوبيا النظام السياسي في الفكر الفلسفي” للباحثة ” آيات رياض”
الأهداف:
هدفت الدراسة إلى تحليل مفهوم الديستوبيا السياسية من منظور فلسفي معمق، وذلك عبر تتبع جذورها الفكرية والتاريخية، وبيان ارتباطها بمفاهيم محورية مثل السلطوية والطغيان والعنف الرمزي. وتسعى الدراسة إلى استكشاف الكيفية التي استخدم بها كبار الفلاسفة هذا المفهوم في نقد النظم السياسية القائمة أو المتخيلة، وتحذيرهم من مخاطر الاستبداد وفقدان الحريات. كما تهدف إلى رصد وتحليل النماذج الفلسفية التي نقدت أو دعمت هذه الأنظمة، فضلاً عن تعزيز الوعي الفلسفي والسياسي بالمخاطر الكامنة وراء انحراف السلطة، عبر فهم أدوات السيطرة والتلاعب والقمع التي تُميز المجتمعات الديستوبية الحديثة.
النتائج:
توصلت الدراسة إلى نتائج متعددة أهمها: أن مفهوم الديستوبيا لم يكن غائبًا عن الفلسفات القديمة والوسيطة، بل تم تناوله بأشكال غير مباشرة تعكس نقدًا للسلطة المنحرفة. ففي الفكر اليوناني، طُرحت المدن الفاسدة كأنماط مرفوضة، بينما ظهرت في الفكر المسيحي الوسيط “المدينة الأرضية” كنموذج منحرف عن المثال الديني. أما في الفكر الإسلامي، فقد تناول الفارابي والقديس أوغسطين وابن خلدون مفاهيم قريبة من الديستوبيا، ركزوا فيها على أسباب فساد المجتمعات وغياب العدالة. وتجلت ملامح ديستوبية أكثر وضوحًا في عصر النهضة، لاسيما مع ميكافيللي الذي برر الحكم القائم على القوة والبراغماتية. وقد نضج المفهوم بشكل صريح في القرن العشرين بعد صدمة الأنظمة الشمولية والحروب الكبرى، إذ أصبح الخوف من محو الفردية وتقييد الحريات أحد أبرز ملامح الفكر السياسي والفلسفي الرافض للواقع الديستوبي.
التوصيات:
توصي الدراسة بأهمية إعادة قراءة الواقع السياسي المعاصر في ضوء المفهوم الفلسفي للديستوبيا، للكشف عن مظاهر الاستبداد والعنف الرمزي التي قد تتخفى خلف شعارات الحداثة أو الأمن. كما تدعو إلى تفعيل التربية الفلسفية والنقدية لدى الأفراد لتمكينهم من فهم آليات السيطرة والمقاومة، وتشجيع الدراسات الفلسفية العربية على تناول موضوعات السلطة والطغيان بأساليب علمية حديثة. وتؤكد الدراسة على ضرورة استلهام التراث الفلسفي القديم لتطوير أدوات فكرية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، إلى جانب التحذير من الأنظمة التي تتجه نحو تقييد الحريات الفردية باسم الاستقرار، مما قد يقود إلى انزلاقات ديستوبية يصعب تفاديها ما لم يُمارس وعي نقدي دائم.
” وقد أجيزت الرسالة بتقدير إمتياز”