ناقش قسم الجغرافية في كلية الآداب أطروحة الدكتوراه الموسومة “التحليل المكاني لتغيرات النطاق الغابي شمال شرق محافظة السليمانية للمدة 1982-2022” للطالبة بفرين جاسم محمد، والتي ركزت على دراسة التغيرات التي طرأت على النطاق الغابي في المنطقة خلال أربعة عقود باستخدام التقنيات الحديثة في التحليل المكاني. جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في الغطاء الغابي، ولتبيان العلاقة بين التغير المناخي والتذبذب البيئي من جهة، وأثر النشاط البشري من جهة أخرى، على ديمومة وكثافة الغطاء الغابي في شمال شرق محافظة السليمانية.

الأهداف:
هدفت الدراسة إلى توضيح أثر العوامل الطبيعية والبشرية في التغيرات التي طرأت على النطاق الغابي، مع التركيز على الدور المباشر للنشاط البشري في تغيير مساحة الغابات من خلال سلوكيات غير سليمة مثل القطع غير القانوني للأشجار، الحرائق المفتعلة، تحويل الغابات إلى أراضٍ زراعية، وممارسات التعدين، إضافة إلى دراسة تأثير التغير المناخي والتذبذب البيئي على تدهور الغطاء الغابي، فضلاً عن توضيح دور المياه الجوفية في الحفاظ على كثافة واستمرارية الغابات.

النتائج:
أظهرت نتائج الدراسة أن التغيرات في النطاق الغابي تنشأ نتيجة تفاعل معقد بين الخصائص الطبيعية والعوامل البشرية، حيث يلعب النشاط البشري دورًا رئيسيًا ومباشرًا في التغيير، سواء من خلال القطع أو الحرائق أو تحويل الأراضي، فيما يسهم التغير المناخي والتذبذب البيئي في تدهور الغطاء الغابي وزيادة هشاشته، بينما تبين أن للمياه الجوفية دورًا مهمًا في المحافظة على كثافة الغابات واستدامتها على المدى الطويل.

التوصيات:
توصي الدراسة بضرورة تعزيز الوعي البيئي بين السكان من خلال إقامة ورش العمل والندوات والمواد التوعوية، بهدف تثقيفهم بأهمية الغابات والحفاظ عليها، إلى جانب تطبيق القوانين الصارمة وفرض العقوبات المالية لضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية الغابات للأجيال القادمة. كما تشدد الدراسة على أهمية التعاون بين الحكومة المركزية والإقليمية في حماية النظام البيئي من التدهور عبر زيادة المساحات المزروعة ومتابعة صحة الأشجار بشكل دوري من خلال جمع البيانات ومراقبة نموها والكشف المبكر عن الأمراض ومكافحتها بالطرق العلمية المناسبة، مع الالتزام بتعقيم الأدوات وتخلص آمن من المخلفات.

Comments are disabled.