ناقش قسم علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة( الصراعات الداخلية والأمن الإنساني – دراسة ميدانية) للباحث مروان محمد برع
الأهداف:
سعت الدراسة إلى تسليط الضوء على واحدة من أبرز الإشكاليات التي تواجه المجتمع العراقي المعاصر، والمتمثلة في الصراعات الداخلية وتأثيرها المباشر على الأمن الإنساني. وهدفت إلى تقديم معالجة علمية ومنهجية لهذه الظاهرة، من خلال الجمع بين البعد النظري والتحليل الميداني. وقد وظّفت الدراسة إطارين نظريين متكاملين: نظرية الصراع التي تفسر نشوء الأزمات كنتيجة للتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، ونظرية الأمن الإنساني التي تحوّل التركيز من أمن الدولة إلى أمن الإنسان، من حيث ضمان الكرامة والحقوق الأساسية وفرص العيش الكريم.
النتائج:
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة، كان من أبرزها أن الصراعات الداخلية، خصوصًا ذات الطابع الطائفي، تمثل عاملًا مهددًا بشكل مباشر للأمن الإنساني في العراق. حيث رأى ما نسبته (66.7%) من المبحوثين أن هذه الصراعات أضعفت العلاقات الاجتماعية وزادت من الانقسامات المجتمعية. كما أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من العينة (94%) تعاني من تدهور في الظروف الاقتصادية، مؤكدين أن دخولهم لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية. وفي الجانب المتعلق بالعمل، بيّنت النتائج أن (56.7%) من المبحوثين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على فرص عمل، في حين بلغت نسبة العاطلين (46%). كما أشار أكثر من نصف المشاركين إلى أن الإجراءات الحكومية غير كافية لتحقيق الأمن الإنساني، وأكد (74%) أن الفساد الإداري يمثل عائقًا أساسيًا أمام توفير الحماية في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، والاقتصاد.
التوصيات:
أوصت الدراسة بضرورة وضع سياسات شاملة ومستدامة لتعزيز الأمن الإنساني، تبدأ بمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات الداخلية، وعلى رأسها التمييز الطائفي، والحرمان الاقتصادي، وضعف العدالة الاجتماعية. كما دعت إلى تفعيل برامج وطنية لمحاربة الفساد الإداري، خاصة في مؤسسات التعليم والصحة والعمل، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب والعاطلين عن العمل. وشددت على أهمية بناء الثقة بين الدولة والمجتمع من خلال خطط تنموية عادلة، وتعزيز الهوية الوطنية المشتركة كخطوة مهمة نحو تجاوز آثار الانقسام المجتمعي. كما أوصت بتشجيع البحوث والدراسات في ميدان الأمن الإنساني، لتطوير أدوات قياس ومؤشرات أكثر دقة تعكس واقع الأفراد واحتياجاتهم في ظل الصراعات.