ناقش قسم اللغة الانكليزية في كلية الآداب – جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة “حوار الشعر والفلسفة: دراسة في شعر نخبة من الشعراء الكنديين المعاصرين” للباحث خالد قيس عبد.

الأهداف:
هدفت هذه الأطروحة إلى استكشاف طبيعة العلاقة الجدلية بين الشعر والفلسفة في الشعر الكندي المعاصر، من خلال تحليل أعمال أربعة شعراء بارزين هم: أ. ج. م. سميث، دوروثي لايفساي، إيرفينغ لايتون، ولويس دوديك. سعت الدراسة إلى الكشف عن الكيفية التي يُوظّف فيها الشعر الكندي أدوات التعبير الفلسفي لاستكشاف قضايا الوجود، والحقيقة، والوعي، والهوية، وذلك بالاعتماد على مفاهيم فلسفية عميقة لدى نيتشه وهايدغر، لفهم الأبعاد الأنطولوجية والمعرفية للنص الشعري. كما هدفت إلى إعادة تعريف وظيفة الشعر خارج الإطار الجمالي والغنائي الضيق، باعتباره حقلًا فكريًا وتأمليًا يعكس تعقيدات الإنسان المعاصر.

النتائج:
أظهرت الدراسة مجموعة من النتائج الجوهرية، أبرزها أن الشعر الكندي المعاصر لا يقتصر على استعارة المفاهيم الفلسفية، بل يدمجها فعليًا في نسيجه النصي بوصف الشعر أداة وجودية للتساؤل والتأمل. كما تبين أن الشعراء الأربعة قد أعادوا صياغة وظيفة الشعر ليصبح فضاءً فلسفيًا مفتوحًا للتأمل في مسائل الحقيقة والهوية والانتماء. وكشفت الدراسة عن تعددية أسلوبية واضحة بينهم، حيث مال سميث إلى الرمزية والميتافيزيقا، بينما عالجت لايفساي قضايا اجتماعية نسوية بلغة عقلانية. أما لايتون فركز على البحث عن الأصالة في مواجهة تشظي العصر، في حين زاوج دوديك بين المنطق الشعري والتأمل الفلسفي. وأخيرًا، برهنت الدراسة على قدرة الشعر في دمج الشعور الإنساني بالفكر التحليلي، مما يمنح النص بُعدًا تركيبيًا يتجاوز الطابع العاطفي أو الجمالي وحده.

التوصيات:
أوصت الدراسة بضرورة توسيع نطاق البحث في الشعر الكندي الفلسفي ليشمل تيارات شعرية جديدة، لاسيما في مجالات الشعر البيئي وشعر السكان الأصليين، باستخدام مقاربات نظرية حديثة مثل الإيكو-فينومينولوجيا والأنطولوجيا النسوية. كما دعت إلى إجراء دراسات مقارنة بين الشعر الكندي وغيره من التقاليد الشعرية العالمية كالأمريكية، والأوروبية، والعربية، لفهم التنوع في تمثّل الفلسفة شعريًا. كذلك أوصت الدراسة بدمج مفاهيم فلسفية معاصرة كفلسفة اللغة وما بعد الإنسانية في تحليل النصوص الشعرية لتعميق فهم العلاقة بين اللغة والوعي. وأخيرًا، شددت على أهمية توظيف هذا النوع من الشعر أكاديميًا من خلال إدراجه في مناهج الأدب والنقد الفلسفي، لتعزيز التفاعل بين الحقلين الأدبي والفلسفي لدى طلبة الجامعات والباحثين.

Comments are disabled.