ناقش قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة “المعاملات الربوية في العصر العباسي من (334-656هـ/946-1258م) ودورها في الحياة العامة” للطالبة: زمن محمود شاكر.
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على المعاملات الربوية في العصر العباسي ودورها في الحياة العامة. يؤكد الدين الإسلامي على الأهمية البالغة للجوانب الاقتصادية لتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع. وقد أثبتت التشريعات الإسلامية في المجال الاقتصادي نجاحها الكبير عند تطبيقها، مما أدى إلى تقليص الفوارق الاقتصادية بين أفراد المجتمع الإسلامي والقضاء على الفقر إلى حد كبير في معظم المجتمعات الإسلامية. جاء ذلك بفضل النظام المالي المحكم الذي وضعه الإسلام، والذي حقق توازنًا اقتصاديًا للمجتمع.
ظهر دور الربا والمرابين بوضوح في فترة الخلافة العباسية. تعود جذور هذه الشريحة إلى فترة البابليين في العراق، حيث اكتسبوا خبرة عالية نتيجة للتواصل الحضاري مع الحضارات السابقة للإسلام. لم يكن المرابون بمعزل عن المجتمع العراقي أو المجتمعات المجاورة للخلافة العباسية، بل نقلوا خبراتهم وتأثروا بها.
أهم التوصيات
للربا أثر قديم جدًا في العراق، وقد برزت عائلات استمرت في ممارسته لمئات السنين، ومنها عائلة “ال إيجيبي” التي استمر عملها في الربا لما يقرب من أربعمائة عام. وقد حرّم القرآن الكريم الربا تحريمًا نهائيًا في اثنتي عشرة آية، أولها الآية 39 من سورة الروم. كما أن الأحاديث النبوية الشريفة العديدة التي تحرم الربا ما هي إلا توضيح لما جاء في الشريعة وكتاب الله تعالى القرآن الكريم، فهي مرآة لشرح كيفية حدود الله.
يبين الشرع أيضًا أن الله تعالى حرّم الربا في جميع الشرائع السماوية السابقة للدين الإسلامي، حيث كان اليهود يحرمون الربا فيما بينهم ولكن يعملون به مع أصحاب الديانات الأخرى، ومنهم المسيحيون.
كان الربا موجودًا في فترة الخلافة العباسية منذ تأسيسها عام (132هـ/749م)، فعندما استقرض أبو العباس السفاح من أبي مقرن، كان استرجاع المبلغ بزيادة. وقد أكد الدين الإسلامي أن كل زيادة في بيع أو دين أو استقراض هي ربا.
لعب الربا دورًا مهمًا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقد تمتع المرابون بعلاقات وثيقة مع الخلفاء. تولوا مناصب عليا في المالية والاقتصاد، أبرزها منصب صاحب الديوان وديوان النفقات، ومنصب المستشار وكاتب الخليفة. كان سبب حصولهم على هذه المناصب العالية خبرتهم في المجال الإداري والمالي منذ العصر البابلي واستمرارهم في هذه الوظائف في العصر الإسلامي.