نوقشت في قسم الجغرافية ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب – جامعة بغداد، أطروحة الدكتوراه الموسومة “التحليل الجغرافي لتغذية النحل في قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار وعلاقته في إنتاج العسل”، والمقدمة من الطالب (تركي زعال أمين)، تناولت الأطروحة أهمية تربية نحل العسل في قضاء الفلوجة، وربطها بالتحليل المكاني للإمكانات البيئية والزراعية في المنطقة، ومدى تأثير هذه العوامل على إنتاج العسل من حيث الكمية والنوعية.
أهداف الدراسة:
سعت هذه الأطروحة إلى تسليط الضوء على الأبعاد الجغرافية لتغذية نحل العسل في قضاء الفلوجة من خلال توضيح أهمية هذا النشاط من عدة جوانب، بدءاً من الجانب الحياتي المتعلق بديمومة واستمرارية نحل العسل، مروراً بالجانب الزراعي في إحياء الأراضي واستثمارها استثماراً مستداماً، وانتهاءً بالبعد الاقتصادي المرتبط بإنتاج العسل وتسويقه. كما تهدف الدراسة إلى توضيح إمكانية التحليل المكاني لمنطقة الفلوجة وتحديد مدى ملاءمتها لتربية النحل، مع بيان جودة أنواع العسل المنتجة في القضاء، وألوانها وخصائصها، فضلاً عن إبراز العلاقة بين وفرة النباتات والأشجار ومواسم الإزهار وبين جودة التغذية الطبيعية للنحل. كما هدفت الدراسة إلى تشخيص أبرز المشكلات البيئية والبشرية التي تؤثر في تغذية النحل وإنتاج العسل، وتقديم حلول عملية لها.
النتائج:
توصلت الدراسة إلى أن قضاء الفلوجة يتمتع ببيئة ملائمة جداً لتربية نحل العسل، إذ أثبتت النتائج أن جميع مقاطعات القضاء صالحة لهذا النشاط، سواء من حيث التغذية الطبيعية أو الاصطناعية. كما بينت الدراسة أن هناك زيادة في الإنتاج نتيجة وفرة مصادر الغذاء، مما يسمح بالتسويق الجيد وتغطية حاجات السوق المحلي. وأكدت أن القضاء لا يخلو من وجود مناحل في أي من مقاطعاته الأربع عشرة، الأمر الذي يعكس أهمية هذا النشاط في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة، لا سيما أن 60% منهم يعتمدون على الزراعة بأنواعها الصيفية والشتوية، مما يوفّر للنحل بيئة خصبة غنية بحبوب اللقاح والمياه ونقاء الهواء.
وأشارت النتائج إلى أن التحديات الأساسية التي تواجه هذا القطاع تتعلق بالعوامل المناخية مثل الإشعاع الشمسي والحرارة والرياح والرطوبة، إضافة إلى عوامل بشرية كالتوسع العمراني واستخدام المبيدات. كما أبرزت أهمية توفير ملاجئ ملائمة للنحل واستخدام الأغذية الاصطناعية مثل محلول السكر، والتعامل العلمي مع آفات النحل والمبيدات.