ناقشت كلية الآداب جامعة بغداد في قسم الآثار رسالة الماجستير الموسومة” الطراز المصري لعاجيات مدينة نمرود في العصر الآشوري الحديث (911-612 ق.م)” للطالبة هدى ابراهيم حيدر .
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على نماذج من المنحوتات العاجية المنفذة وفق الأسلوب المصري والتي بلغ عددها واحد وخمسون قطعة عاجية عُثر عليها في مدينة نمرود في قصر شلمانو أشاريد الثالث، فضلاً عن تسليط الضوء على أهم الطُرز الفنية للمصنوعات العاجية، وأبرز السمات التي يمكن من خلالها التفريق بين الطرازين السوري والفينيقي، وما هي أهم المركبات والمعادن المكونه للنسيج العاجي، وكذلك التطرق بشكل موجز ومختصر عن مدينة نمرود (كالخو)، وتسمية العاج ومصادره وصناعته، وتسمياته في اللغات القديمة، وما هي أبرز المراكز الحضارية التي كانت تُعد مصدراً لعاج نمرود (كالخو)، وأهم الآلات والأدوات المُستعملة في صناعته، وبيان تاريخ إستعمال العاج منذ عصور قبل التاريخ حتى العصور التاريخية، وما هي أبرز اللقى العاجية التي وجدت في تلك العصور، وما هي أبرز المواضع التي ذُكر فيها العاج من خلال النصوص الأدبية، والمراسلات السياسية ورحلات الصيد والإستكشاف والحملات العسكرية، وما مدى تأثير العاجايات المصرية على عاجيات نمرود (كالخو)، وأبرز الإتجاهات والمدارس الفنية وسمات النتاجات الفنية المصرية، والمواضيع والمشاهد الفنية المصرية العلاجية، ولم تغفل الدراسة عن نماذج من المتحف العراقي ودراساتها وتحليل المشاهد والأشكال التي ظهرت عليها والإشارة إلى بعض القطع المشابهة لها في دول الشرق الأدنى القديم.
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة اهمها: أن العاج أحد المواد الثمينة والمطلوبة في معظم حضارات الشرق الأدنى القديم في بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر القديمة، وقد برع الإنسان في إستخدام مادة العاج منذ القدم لإنتاج قطع منحوتة ومصقولة ذات قيمة كبيرة في الفنون التطبيقية، وأن للمنحوتات العاجية أهمية كبيرة كونها واحدة من وسائل الترف لا سيما في البلاط الملكي الآشوري، إذ تدخل في تطعيم الأثاث والعروش والكراسي والمناضد فضلاً عن عُلب الزينة والمكاحل والأمشاط ومقابض المرايا وزينة الخيول وغيرها، ولقد أولى الملوك الآشوريين عناية كبيرة بهذه المنحوتات واصبحت واحدة من أوجه الفن في العصر الآشوري الحديث، وأن مظاهر تأثير الأسلوب المصري على عاجيات مدينة نمرود (كالخو) كانت واحدة من الطرز الفنية المهمة والمتنوعة من حيث تعدد المواضيع والمشاهد الفنية التي شملت الجانب الديني مثل الآلهة والطقوس الدينية وهيئآت النساء والرجال والمخلوقات المركبة فضلاً عن الزخارف بأنواعها الهندسية والنباتية، ومن المرجح إن هذه الحرفة كانت متوارثة وخاصة بافراد معينين، ومن خلال هذه النماذج تعرفنا على إمكانية النحات ومقدرته على التمكُن من مادة العاج إذ أعطى لها قيمة جمالية عُليا من خلال تنفيذها بجدارة ووعي تمثلت بالتنوع في المواضيع وتفاصيلها وإستخدام الألوان كاللون الأحمر والأزرق الملكي، وأن الصلة الوثيقة التي ربطت ما بين بلاد الرافدين ومناطق الإزدهار الحضاري قديماً هي التي نتج عنها تأثيرات متبادلة فظهرت هذه التأثيرات على العاج.