ناقشت كلية الآداب جامعة بغداد في قسم الآثار أطروحة الدكتوراه الموسومة” طبعات الأختام المنبسطة في بلاد الرافدين في فترة الإحتلال الساساني (226م – 637م) تل أبو شعاف انموذجاً” للباحثة بروج فالح مهدي.
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على طبعات الأختام المنبسطة في الفترة الساسانية سبقها تمهيد شمل المدلول اللغوي والإصطلاحي للطبعة والختم، وذكرها في المصادر المسمارية، فضلاً عن تسليط الضوء على (تل أبو شعاف) أحد مواقع حوض حمرين جغرافياً وآثارياً وتاريخياً وأهم مكتشفاته، والتواجد الساساني في المنطقة وتأثيراته في بلاد الرافدين سياسياً واقتصادياً ودينياً وفنياً، وكذلك أهمية طبعات الأختام المنبسطة وأنواعها وأشكالها وجذورها التاريخية في فترات الإحتلال المتأخر، وتطرقت الدراسة إلى التعريف بطبعات الأختام المنبسطة الأخمينية والمقدونية السلوقية والفرثية والساسانية، وموجز عن جذورها التاريخية في بلاد الرافدين منذ ظهورها مروراً بالعصور اللاحقة وصولاً إلى العصر البابلي الحديث، وأهم ما يميز الدراسة هي طبعات الأختام المنبسطة من موقع (تل أبو شعاف) والبالغ عددها (81) قطعة من طبعات الأختام (غير المنشورة)، ودراستها دراسة عملية تفصيلية من حيث الشكل والنوع والطينة وقياساتها والتحليل الفني لها والمزايا الفنية للمشاهد المنفذة عليها، ولم تغفل الدراسة تقديم مقارنة للمشاهد الفنية للمجموعتين الأولى والثانية (مشاهد الرجال والنقوش الزخرفية)، وكذلك دراسة مقارنة للمشاهد الفنية للمجموعتين الثالثة والرابعة (مشاهد الحيوانات والكائنات المركبة).
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة اهمها: هي بيان أهمية طبعات الأختام كونها أحد الطرق الإدارية والرقابية التي استعملت في بلاد الرافدين منذ أقدم العصور، وطرق تطورها في فترات الإحتلال المتأخر وتحديداً فترة الإحتلال الساساني (226م-637م)، كونها لم تقدم فيها دراسات سابقة أولاً، وتقديم دراسة فنية بأسلوب عملي ووصفي وتحليل مشاهد الطبعات التي عكست ممارسات دينية عقائدية وإجتماعية سادت في تلك الفترة ثانيا، وأن دراسة (طبعات أختام تل أبو شعاف) أماطت اللثام عن مجموعة طبعات أختام بلاد الرافدين لندرتها وأهميتها فنياً وادارياً.