ناقشت كلية الآداب جامعة بغداد بقسم علم الاجتماع رسالة الماجستير الموسومة ” الذّاكرة الثقافية لعوائل الاطفال المغيّبين دراسة انثروبولوجية في مدينة بغداد ” “للباحثة سلامات عباس يوسف
هدفت الدراسة الى التعرف على التغير الحاصل على الذاكرة الثقافية للعوائل التي تم تغييب أطفالهم ولاي سبب كان وتأثير ذلك التغييب على كافة الجوانب الثقافية في حياتهم بغض النظر عن نوع سبب التغييب واسلوب التكيف معه مع مرور الزمن، فضلاً عن تسليط الضوء على تأثير ذاكرة الفرد ودورها في تشكيل الذاكرة الجمعية لجماعة ما وتقوية الانسجام الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية اذ ان الذاكرة الثقافية ماهي الا مجموع ذاكرات أفرادها، ودراسة العلاقة بين الذاكرة الثقافية للافراد المبحوثين وهم عينة من عوائل كانوا يسكنون مدينة بغداد من مختلف محلاتها ممن عانوا طوال حياتهم من معاناة تغييب أطفالهم .
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة اهمها: ان عملية تغييب طفل عن عائلته تترك آثاراً نفسية عميقة على نفسية افراد عائلة المغيب بغض النظر عن نوع التغييب والجندرية ودرجة القرابة والتحصيل الدراسي ونوع الاعتقاد الديني والمذهبي والقومي رغم ان هنالك مستويات مختلفة من التأثر فيبقى التغييب السياسي الذي تقوم به الدولة هو الاخطر والاصعب لان ذوي المغيب ليس لهم حرية الشكوى على الدولة نفسها، لاسيما في الدول ذات الانظمة الشمولية ومع هذا نجد ان عائلات المغيبين تشعر بالافتخار كون المغيب قضيته محددة ومرتبطة بقضايا سياسية، اذ يكون شعورها بالعار أقل .