ناقشت كلية الآداب جامعة بغداد بقسم الجغرافية ونظم المعلومات الجغرافية رسالة الماجستير الموسومة (تحليل الخرائط الرقمية للكنائس في العراق ) للطالب اوس حارث نوري .
هدفت الدراسة الى الكشف عن التوزيع المكاني للكنائس والسكان المسيح في العراق بحسب الوحدات الإدارية تبعاً لإحصائيات عام ( 1957-1997-2022) . وبيان العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية في توزيعهم، وتأصيلاً للبحث فقد اتجه نحو دراسة أصول التاريخ لوجود الكنائس والسكان المسيح في بلاد الرافدين . وتبيان توزيع السكان والكنائس في العراق .
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة أهمها: ان تاريخ الكنيسة في العراق قديم ويعود الى ارهاصات الديانة الاولى . إذ بنيت اول كنيسة مسيحية في العراق قرب مدينة المدائن ثم انتقلت الى العاصمة بغداد , اذا تتباين اعداد الكنائس في المحافظات بعلاقة مشتركة مع تباين توزيع اعداد السكان المسيح في العراق . تم تدمير وتهجير قصري للعديد من الكنائس والمسيح في العراق من قبل عصابات داعش الأرهابية وخاصة بعد سيطرتها على مدينة الموصل، وتبين ان هناك تباين في عدد الكنائس في العراق حيث بلغ عدد الكنائس عام 1957 م 75 كنيسة وكانت العاصمة بغداد تحتل المركز الاول من حيث عدد الكنائس في العراق والتي تضم 27 كنيسة , اما عام 1997 فبلغ عدد الكنائس 123 كنيسة واحتلت العاصمة بغداد المركز الاول ايضاً بعدد 64 كنيسة , اما عام 2022 بلغ عددها 108 كنيسة وايضاً احتلت العاصمة المركز الاول بعدد 46 كنيسة . دعمت الامم المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية في بناء واعادة افتتاح العديد من الكنائس خاصة بعد تحرير الاراضي العراقية من بطش عصابات داعش الارهابية . لوحظ ان هنالك تغير كبير بين عدد السكان المسيح حسب احصائيات عام 1957 الى عام 2022 وذلك بسبب الحروب المستمرة والحصار الاقتصادي واحداث عام 2003 وعام 2006 وكل هذه الامور لها دور دور كبير في التغير الحاصل لعدد السكان المسيح في العراق .
اهم ما اوصت الدراسة هو ضرورة قيام الجهات الاحصائية بتوفير احصاءات دورية عن السكان المسيح والديانات الاخرى في العراق على مستوى المحافظات والاقضية , اهتمام الدولة بالسكان المسيح وتوفير متطلبات الامن والحماية لهم بعد الابادات الجماعية التي تعرض لها السكان وعمليات الخطف والقتل وضرورة ايقاف الهجرة الخارجية . توفير فرص عمل اسوة بسكان العراق الاخرين يقلل من الهجرة الخارجية , ترويج روح الاخوة والالفة بين الاديان والمذاهب بين ابناء المجتمع العراقي , تعمير الكنائس التي تم تدميرها على يد عصابات داعش والمتشددين والحفاظ على هذا الصرح الديني في المجتمع .
