ناقشت كلية الآداب جامعة بغداد بقسم علم الاجتماع اطروحة الدكتوراه الموسومة” الذاكرة والحقوق الثقافية دراسة انثروبولوجية للجماعات الإثنية في العراق( الاشوريين، الارمن، الشركس)”للطالب علي بخت لفته التميمي

هدفت الدراسة التي تناولت العلاقة بين الذاكرة والحقوق الثقافية للجماعات الاثنية في العراق، مثل الاشوريين، والارمن، والشركس الى تحليل كيفية استثمار هذه الجماعات لذاكرتها الجماعية في تعزيز هويتها الثقافية والمطالبة بحقوقها في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية المعاصرة، من خلال دراسة هذه العلاقة، فضلاً عن دراسة الآليات التي تُمكن الذاكرة الجماعية في تعزيز الروابط الداخلية داخل الجماعة وتقديم الاسس للمطالبة بالحقوق الثقافية، فضلا عن فهم العالم من خلال منظور الذاكرة الجمعية، وترتكز الدراسة على مفهومي التذكر والنسيان كعمليتين تعملان معاً بشكل معقد، فالتذكر يرسخ الهوية، في حين ان النسيان وسيلة لتحقيق التسامح .

توصلت الدراسة الى نتائج متعددة أهمها: ان الذاكرة الجماعية تلعب دوراً في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات، فهي ليست مجرد مخزن للأحداث الماضية، بل نظام ديناميكي مرن يعيد تشكيل وفقاً للظروف الاجتماعية والسياسية المتغيرة، من خلال التذكر الانتقائي، الذي توجهه العواطف والاحتياجات والمعايير الاجتماعية، فضلاً عن ان الذاكرة الجماعية تسهم في بناء سردية متماسكة تعزز هوية الجماعة وتدعم اهدافها، في هذا السياق تُعد الذاكرة سواء كانت تواصلية او مؤسسية وسيلة حتمية لاعادة بناء الهوية في الحاضر والمستقبل، فضلاً عن ان الذاكرة الجماعية من خلال مناسبات التذكر، تُعيد تأكيد وجود الجماعة ودورها في التاريخ، وتُعزز شعور الانتماء والتماسك الداخلي للجماعة.لذا فان للنسيان دوراً لايقل عن التذكر اذ يستخدم كأداة لاعادة تشكيل الهوية والتكيف مع التغيرات الثقافية .

Comments are disabled.