نُوقِشَتْ بقسمِ الجغرافيةِ ونظمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ رسالةُ الماجستيرِ للطالبةِ عذراءَ لفتةَ كاظمِ حسينٍ، والموسومةُ بـ (التحليلُ المكانيُّ للمياهِ الجوفيةِ في حقلِ شرقيِّ بغدادَ (الراشديةِ-المنطقةِ الجنوبيةِ) وتأثيراتُها البيئيةُ)، وذلك يومَ الثلاثاءِ المصادفِ 29/4/2025 في قاعةِ الفراهيديِّ.

هدفتِ الدراسةُ إلى توضيحِ الآثارِ الملوثةِ للعملياتِ النفطيةِ المختلفةِ على نوعيةِ المياهِ الجوفيةِ، وتحليلِ التوزيعِ الجغرافيِّ للآبارِ المائيةِ في المنطقةِ، وتحليلِ الخصائصِ النوعيةِ المختلفةِ لها، وبيانِ أهميةِ المياهِ في الصناعاتِ النفطيةِ المختلفةِ، وتحديدِ تأثيرِها على نوعيةِ المياهِ، وبالتالي على نوعيةِ الاستعمالِ الأمثلِ لها من خلالِ دراسةِ تأثيرِ النفطِ على المياهِ الجوفيةِ في منطقةِ الدراسةِ، وتحديدِ نوعيةِ الملوثاتِ البيئيةِ.

أهمُّ ما توصلتْ إليهِ الدراسةُ أنَّ للعواملِ الجغرافيةِ الطبيعيةِ دورًا كبيرًا في التأثيرِ على كميةِ ونوعيةِ المياهِ الجوفيةِ ضمنَ منطقةِ الدراسةِ، ومن خلالِ العواملِ الطبيعيةِ المتمثلةِ في البنيةِ الجيولوجيةِ وما لها من تأثيرٍ مباشرٍ في توفيرِ تلك المياهِ، ونظرًا لطبيعةِ المنطقةِ التي تقعُ ضمنَ الرصيفِ القاريِّ غيرِ المستقرِّ الذي ساهمَ في تجمعِ تلك المياهِ في تلك الطبقةِ. أما طبيعةُ السطحِ في منطقةِ الدراسةِ الذي يمثلُ الانحدارَ العامَّ، ساهمَ بالانتشارِ الأوسعِ للآبارِ ضمنَ منطقةِ الدراسةِ. يظهرُ دورُ العواملِ المناخيةِ في التأثيرِ على مقدارِ التسريبِ الجوفيِّ من خلالِ كميةِ الأمطارِ ودرجةِ الحرارةِ وكميةِ التبخرِ. أما بالنسبةِ للموازنةِ المائيةِ – المناخيةِ فمنطقةُ الدراسةِ تعاني من عجزٍ مائيٍّ دائمٍ، والذي أثرَ بدورهِ على كميةِ التسربِ من المياهِ إلى الخزانِ الجوفيِّ، وضرورةِ الاعتمادِ على المياهِ الجوفيةِ في الحياةِ العامةِ لسكانِ المنطقةِ، مما أدى إلى تباينِ المياهِ الجوفيةِ مكانيًّا من حيثُ الكثافةُ والتوزيعُ والعددُ، متأثرةً بذلك بالتغيراتِ المناخيةِ والعواملِ الطبيعيةِ الأخرى.
كما توصلتِ الدراسةُ إلى تنوعِ الملوثاتِ النفطيةِ على سطحِ منطقةِ الدراسةِ، وتنوعِ آثارِها البيئيةِ من جهةٍ، وعلى منسوبِ المياهِ الجوفيةِ من جهةٍ أخرى. تأكيدُ تسربِ الملوثاتِ السائلةِ من أنابيبِ نقلِ النفطِ، فضلًا عن الموادِ الكيميائيةِ المضافةِ والمطروحةِ من مصفاةِ تكريرِ النفطِ. ثبوتُ تلوثِ الهواءِ في منطقةِ الدراسةِ من أثرِ انتشارِ الغازاتِ المنبعثةِ من فوهاتِ الشعلِ، فضلًا عن عملياتِ الحفرِ والاستخراجِ والتكريرِ والمعالجةِ والنقلِ والخزنِ.

أهمُّ ما تقدمتْ بهِ الدراسةُ من توصياتٍ: هو ضرورةُ المعالجةِ للمخلفاتِ النفطيةِ التي تُلقى في المناطقِ المحيطةِ والقريبةِ من المواقعِ النفطيةِ ورفعِها بعدَ انتهاءِ العملِ مباشرةً لما فيهِ من آثارٍ بيئيةٍ ملوثةٍ للتربةِ والمياهِ الجوفيةِ. إجراءُ تحاليلَ لمياهِ الآبارِ بشكلٍ دوريٍّ لمعرفةِ مقدارِ التغيرِ في التركيبِ الكيميائيِّ لها ولفتراتٍ متقاربةٍ لاستمرارِ العملِ بهذا الموقعِ وكثرةِ الأعمالِ الاستخراجيةِ ومخلفاتِهِ الملوثةِ ولا سيما السائلةِ منها. نشرُ الوعيِ الثقافيِّ بينَ الفلاحينَ فيما يخصُّ هذا الأمرَ، التفكيرُ في إنشاءِ مواقعِ طمرٍ نظاميةٍ للنفاياتِ الخطرةِ، الاهتمامُ بإقامةِ الأحزمةِ الخضراءِ حولَ الحقلِ النفطيِّ ومنعُ التوسعِ السكنيِّ باتجاهِ الحقلِ النفطيِّ لما لهُ من خطورةٍ وآثارٍ سلبيةٍ على ساكنيهِ.

Comments are disabled.