ناقش قسم علم النفس في كلية الآداب – جامعة بغداد، رسالة الماجستير الموسومة “الثبات الروحي وعلاقته بتماسك الذات لدى مرضى السرطان”،والتي تقدّم بها الباحث (ناصر حسب الله أحمد)، وقد أُجيزت الرسالة بتقدير (جيد جداً).
الأهداف:
سعت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على مستوى الثبات الروحي لدى مرضى السرطان، والكشف عن الفروق الإحصائية المرتبطة بهذا الثبات من حيث الجنس (ذكور وإناث) والفئات العمرية المختلفة، فضلاً عن دراسة درجة تماسك الذات لديهم وتحليل الفروق المرتبطة بها بحسب الجنس والعمر أيضاً، كما هدفت إلى الكشف عن طبيعة العلاقة الارتباطية التي تجمع بين الثبات الروحي وتماسك الذات، لفهم مدى تأثير الجانب الروحي في تعزيز قدرة الفرد المريض على الحفاظ على توازنه النفسي في ظل التحديات الصحية الصعبة.
النتائج:
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن عينة المرضى أبدت مستويات واضحة من الثبات الروحي، وكانت الإناث يتمتعن بدرجات أعلى من هذا الثبات مقارنة بالذكور، كما سُجّلت أعلى مستويات الثبات لدى المرضى من الفئة العمرية (60–80) عاماً، دون وجود تفاعل دالّ بين متغيري الجنس والعمر. أما فيما يتعلق بتماسك الذات، فقد تبين أن المرضى أيضاً يمتلكون تماسكاً ذاتياً ملحوظاً، وكانت الفروق دالة لصالح الإناث، وكذلك لصالح الفئة العمرية الأكبر، مع وجود تفاعل بين الجنس والعمر في هذا المتغير. وأكدت النتائج وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين الثبات الروحي وتماسك الذات، ما يشير إلى أن تعزيز أحدهما يسهم في دعم الآخر.
التوصيات:
أوصت الدراسة بضرورة إدماج برامج الدعم النفسي – الروحي ضمن الخطط العلاجية لمرضى السرطان، من خلال جلسات إرشاد فردي وجماعي تُعنى بتنمية الثبات الروحي وتعزيز تماسك الذات. كما دعت إلى إشراك المختصين في علم النفس السريري والمرشدين الروحيين في المستشفيات والمراكز الصحية، لتقديم الدعم المتكامل الذي يسهم في تحسين نوعية حياة المرضى. وأكدت الدراسة أهمية إجراء بحوث مستقبلية تتناول أبعاداً جديدة للثبات الروحي وعلاقته بالتحسن السريري والنفسي لدى فئات مرضية مختلفة، ولا سيما في المجتمعات التي تعاني من ضغوط صحية ونفسية مزمنة.